التدريب هو أساس النضال ضد عقلية السلطة الذكورية

مؤتمر ستار تجعل من التدريب أساساً للنضال ضد عقلية السلطة الذكورية، ومع الدورات التدريبية يتم مناقشة تراجع عقلية السلطة الأبوية على المجتمع، كما يتم خوض النضال من أجل التحول والتغيير.

إن تأثير السلبي لعقلية السلطة الابوية على المجتمع والحاجة لتغيير هذه العقلية في شمال وشرق سوريا هو الموضوع الأهم على جدول الاعمال، ومن أجل القضاء على اللا مساواة، فإن توعية الرجل وتدريبه يعتبر شيئاً أساسياً، وعن طريق التوعية والتدريب يُراد تغيير عقلية الرجل، وهذا هو أحد إنجازات ثورة روج آفا.

وحول أهمية تغيير عقلية السلطة الذكورية، تحدّث كل من روهلات مسلم عضوة لجنة التدريب في مؤتمر ستار والمنضمين إلى عملية التدريب التي يشرف عليها مؤتمر ستار، مسعود يوسف وباقي حمزة، لوكالة فرات للأنباء.

من الضروري تغيير عقلية السلطة الأبوية


وذكر ت روهلات مسلم أن عقلية السلطة الابوية قد تجذر في الحياة الاجتماعية منذ آلاف السنين، وقال" ولتغيير هذه العقلية، فإن البديل الوحيد هو التدريب والتوعية، ويعتبر القائد أول من بدأ في تغيير عقلية الرجل، بهذا الهدف تم افتتاح العديد من الدورات الاكاديمية، إن المجتمع شارف على الدمار بعقلية السلطة الذكورية، وهذا الوضع يؤثر بالأكثر على المرأة، وعندما يكون الوضع هكذا فإن الرجل يصبح كل شيء، والمرأة تصبح لا شيء، يُرى أن الرجل كامل وأن المرأة ناقصة ومذنبة، هناك حاجة لتغيير هذه العقلية، بحيث يتم بناء فلسفة التعايش الحر بين الرجل والمرأة، وإلى جانب الرجل، يجب توعية وتنظيم المرأة من خلال التدريب.

بالتدريب نحو التغيير والتحول

وأوضحت روهلات مسلم أن تدريبهم الأول بدأ في مقاطعة عفرين والشهباء، ومن ثم انتشرت في عموم شمال وشرق سوريا وقالت "نستطيع القول بأنه خلال التدريب حدثت تغييرات وتحولات، وأن لدينا برامج من أجل فهم حقيقة تدمير عقلية سلطة الرجل، والأصح هو أنهم يدركون حقيقتهم للمرة الأولى ويتساءلون، ونتيجة هذا التساؤل المعمّق، تبدأ عملية اكتشاف الذات والرؤية والتحول، يشعرون بأخطائهم، ويرون أنه ليس هناك سلطة، والأهم هو أنهم يتقبلونَ عقلية السلطة الذكورية، إن القبول والاقناع هما أهم مراحل التحول".

الرجل الذي يعترف بالتمييز الجنسي سوف يتغير

وأشارت روهلات مسلم إلى أن الرجال الذين تغيروا وعندما ينضمون إلى المجتمع يوفرون ظروف وشروط الحياة التشاركية المتساوية وقالت "بمنع العنف والقمع والظلم، يرتفع مستوى الأمن في المجتمع، ويجلب معه حياة متساوية وديمقراطية، حتى وإن لم يتم القضاء على التمييز الجنسي بالكامل، فإنه يقلّ، ويسير المجتمع على درب التغيير، من الصعب أن نقول بأن هذا التغيير يوجد لدى جميع الرجال، نرى هذا التغيير لدى الرجال الذين يعترفون بالعنف والظلم والقمع والتمييز الجنسي ويحاولون تغيير أنفسهم".

نضال المرأة قضى على عقلية الرجل


وبدوره قال أحد المشاركين في دورة تدريب الرجال في مؤتمر ستار مسعود يوسف، إن المرأة القيادية في روج آفا، تحارب العقلية الذكورية وتمهّد الطريق للتغيير والتحول، ليس في روج آفا فقط، بل في جميع بلدان الشرق الأوسط،  وأوضح مسعود يوسف بأن مقاومة المرأة تجعل الرجال يسألون أنفسهم، وقال: " نتيجة هذا التساؤل، خُلِقَ أيضاً وعي التمييز بين الجنسين، بلا شك هذا لم يتحقق بيد الرجال، بل تحقق هذا الإنجاز نتيجة نضال المرأة ضد العقلية الذكورية المهيمنة، حيث كان إنشاء نظام الرئاسة المشتركة في شمال وشرق سوريا إنجازاً كبيراً، والتطورات سواء داخل المجتمع أو داخل المؤسسات، والإنجازات التي تحققت كانت نتيجة لهذا النظام".

من الصعب التخلص من العقلية الذكورية في وقت قصير

وأشار مسعود يوسف إلى دورة التدريب وقال: "من المستحيل التخلص من العقلية الذكورية في يوم أو يومين، نحن من سكان الشرق الأوسط، ولدنا بهذه العقيلة وكبرنا عليها، لذلك ليس من السهل التخلي عنها، شاركت في دورة تدريب مؤتمر ستار دون تردد، خلال عملية التدريب التي استمرت شهراً، رأينا وقيّمنا كيف ترسخت هيمنة الذكور في كل مجال من مجالات الحياة واخذنا بعين الاعتبار اسلوبنا في النضال ضد ذلك".

يتم إزالة اللا مساواة من خلال نضال المرأة


كما أشار باقي حمزة وهو مشارك آخر في دورة تدريب مؤتمر ستار، إلى أن قيادة المرأة للثورة في روج آفا هو العنصر الأساسي للنصر وقال: "إن تغيير عقلية السلطة الذكورية، والتقدم نحو البحث عن الحرية الذكورية، تطوّر من خلال نضال المرأة، إذا انتبهنا إلى التاريخ، فسوف نرى أن الحياة التي بنيت بيد النساء سرقها الرجال، وبهذه الطريقة وبمرور الأيام، زادت الضغوط والعنف والقمع في المجتمع، إن اللا مساواة بين الجنسين، قلّب المجتمع رأساً على عقب وخلق عالم غير ديمقراطي وغير متساوي، يتم القضاء على هذا اللا مساواة اليوم من خلال نضال المرأة، النساء اللواتي اتخذن أيديولوجية القائد آبو في حرية المرأة دليلاً لهن، اكتسبن حقوقهن في كل مجال من مجالات الحياة من خلال نضالهن وأنشأن نظام الرئاسة المشتركة، فإذا وصلت الثورة إلى هذا المستوى، فهذا بفضل النساء اللواتي قاتلن داعش وقادنّ جميع مؤسسات المجتمع".

المرأة هي صانعة الحياة

وأشار باقي حمزة إلى إنجازات دروة التدريب وقال" لقد شعرت بقوة المرأة، رأيت بأن المرأة هي صانعة الحياة واقتنعت بأن العيش مع المرأة على قدم المساواة، سوف يساهم في تقدُّم المجتمع وسوف يرفع من مستوى تطوّره، مالم تتحرر المرأة، لن يتحرر لا المجتمع ولا الرجل، كلاهما يكملان بعضهما البعض، لقد رأينا مرةً أخرى أن قوة التغيير لدى المرأة تحقق عبر فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية".